موقع العلامة الدكتور محمد زين العابدين رستم  موقع العلامة الدكتور محمد زين العابدين رستم
مؤلفات و بحوث

مؤلفات و بحوث

مؤلفات و بحوث
جاري التحميل ...

من شيوخه في التاريخ و التراجم







تاريخ التشريع الإسلامي، و المذاهب و الفرق

 العلامة المحدِّث الأستاذ الدكتور محمد خرشافي
ترجم له الشيخ محمد : " كان مُنوَّر الشَّيبة شيخنا العلامة المحدِّث الأستاذ الدكتور محمد خرشافي الفاسي ثم البيضاوي محقق الفوائد المجموعة وبغية النقلة لابن المواق..من أوائل السادة الأساتذة الذين ملأت منهم عيني لأول وهلة أجلسُ فيها على مدرج كلية الآداب في تخصص العلم الشرعي...كان الرجل قد أوتي إشراقة المؤمن الودود الرحيم، إذ ْ كلُّ من رآه أو استمع إليه أحبه وتمنى أنْ لو عرفه من زمان بعيد، مع طلاقة الوجه وجمال المُحيَّا وبهاء الطلعة، ودوام الابتسامة التي لا تفارق وجهه...عرفتُه يدرِّسنا تاريخ التشريع الإسلامي، وعلوم الحديث ومقاصد الشريعة الإسلامية الغراء...وكان الرجلُ لا ينهر أحدا ولا يعنف طالبا، حتى إذا رابه من ذلك شيءٌ وعيل صبره دقَّ دقا خفيفا على المكتب ورغِب إلى من رآه خارجا عن الجادة بلطف وسماحة أن يلزم الأدب الواجب في طلب العلم..وعرفتُ الرجل مدافعا عن دينه ذائدا عن حياض الشريعة، مُظهرا محاسنها، وكان حفظه الله مُحبًّا للكتب، مُكثرا من جمعها، قد أوقفَ على شرائها مالَه، وحبَّس في استخراج نفائس ما فيها أوقاتَه، وكنتُ لذلك ألتقي به في معارض الكتب مُحمَّلا بأسفارها، مُصطحِبا منها خيارَها ونفائسَها حتَّى إني لأقسم قسَما أرجو أنْ أكون فيه مُصدَّقا- إن الرجل لا يكاد يفوته من الكتب المطبوعة المعروفة كتابٌ...وأقبل العلامة المحدث على التأليف فكان له من ذلك مصنفاتٌ حِسانٌ سائرة بما بثَّ فيها من علم رفيع الشأن، عظيم المنزلة والجاه. وقد أهداني منها كتابه في التخريج...لقيته ذات مرة صدفة في إحدى المؤسسات التي لابد فيها من انتظار الدَّور حتى يأتي فلمحتُه من بعيد قد أخرج من جيبه كتابا صغيرا لعل فيه ورده من القرآن الكريم...يقرؤه منتظرا دوره لا يضيع وقته هدرا ...وشرَّفني في مناقشة رسالتي لنيل دكتوراه الدولة من أعوام عديدة قد خلتْ فأهداني تعقبات جليلة أفدت منها بأدب وتقدير وطلاقة وجه...وامتدح بعضَ ما ألفتُ وأطراني في ندوات جمعتنا وأفدت منه وأفدته ببعض ما عندي من أخبار المؤتمرات...كلُّ ذلك فعله تواضعا منه وأنا تلميذه وهو شيخي ومُعلمي الخيرَ وبه انتفعتُ وعلى يديه تخرَّجتُ في الحديث...أطال الله عمره في طاعة وإنابة ونفع به وأثابه لِقاء ما ربَّى وعلَّم، ونبَّه وأرشد... [1] 

 الأستاذُ الدُّكتور المفكِّر الإسلامي الكبير محمد أمين الإسماعيلي
قال عنه : " من فُضلاء أساتذتي الذِّين كان لهم أثرٌ واضحٌ في تعليمي شيخُنا الأستاذُ الدُّكتور المفكِّر الإسلامي الكبير محمد أمين الإسماعيلي المغربي..فلقد كانت تأتيني الأخبارُ عنه قبل مرحلة الجامعة، فلما مَنَّ عليَّ في طلَب هذا الشأن، كان شيخُنا العلامة مِنْ أوائل مَنْ أعجبتُ به محاضرا في مادة" الحركات الإصلاحية في العالم الإسلامي"،..كان الشيخ الدكتور ذا هيبة معروفة مع الجلالة والسؤدد، والتقدم في العلم، له أسلوب خاصٌّ في المحاضرة يخلُب الألباب ويَسحر العقول، ويشدُّ إليه الرِّقاب والأعناق، مع الذكاء المُفرط والذِّهن الثاقب وحُسْن التَّهَدي إلى الشَّيء الغامض..يتكلمُ في الفكر والتاريخ والعقائد وعلوم الاجتماع والنفس والفلسفة وعلم الأديان...وعُرف الشيخ الدكتور العلامة بنقده للمذاهب المادية والليبرالية واللادينية ...وعنه حملنا ذلك وبه تأثَّرنا وعلى سَننه سِرْنا واقتدينا...وبه عرفنا زعماءَ الإصلاح في العالم الإسلامي في العصر الحديث: أبا الحسن الندوي ومحمد الغزالي وأبا الأعلى المودودي والشيخ عبد الله دراز الذي كان للشيخ به كَلَف ظاهرٌ، وولَع شديد، وللشيخ العلامة أقوالٌ سائرة حُفظت عنه في الفكر والعقيدة، ومما عَلِق في ذاكرتي منها وكان الشيخ قد سُئل في موضوعٍ يضيق فيه الكلامُ ولا يتَّسع فيه المجال فأجاب:" إنَّ من سياستي أن لا أتَسَيَّس"... ولقد عرفني الشيخُ الدكتور لما كنت طالبا شابا في السنة الأولى من الجامعة، ولعله أثبتني معرفةً من ذلك العهد...ولم يُقدَّر لي أن ألقى الشيخَ إلا وأنا طالبٌ في مرحلة السَّنة التمهيدية في الدِّراسات العُليا، وكنت قد تخصَّصت في علوم السنة..وكان المشرفَ على الوحَدة شيخُنا الأستاذ الدكتور فاروق حمادة وكان لا يعرفني..فلما يسَّر الله في الظَّفر والنُّجح في الاختبار الكتابي برتبة مميزة، وجاء الاختبار في المادة الشفوية..جلستُ بين يدي شيخنا فاروق خائفا أترقبُ منْ أنه لا يعرفني وقد سألني:" من أين أنت؟"، وقال إنه لا يعرفني، وأنني نجحتُ في الكتابي على كُرهٍ، وأنه حائرٌ في أمري بين أن يُجيزني في هذا الاختبار أو لا يفعل"، ثم لبث على ذلك مليًّا، فدخل شيخنا الدكتور الإسماعيلي فسلَّم وجلس، فلما رآني عرفني، فسأله شيخنا فاروق عنِّي، فأثنى خيرا، فكنت أُحَدثُ بعدها أن َّالفضل يعود بعد الله  – إلى شيخنا الإسماعيلي في نجاحي في تلك المرحلة...ومناقبُ الشيخ الدكتور كثيرة وتلاميذُه أممٌ لا يُحصَون، ومَنْ أشرف على رسائلهم العلمية خلقٌ لا ينْعدُّون... [2]

 الشَّيخُ العلاَّمة إسماعيلُ الخطيب التِّطواني
 ترجم له بالقول : " كانَ الشَّيخُ العلاَّمة إسماعيلُ الخطيب التِّطواني المغربيُّ  فارسَ المَنابر، وخطيبَ المَحَافل، قدْ أُوتي منْ ذَلاقة اللِّسان وسِحْر البيَان ما قَدْ بذَّ فيه غيرَه من خُطباء عَصْره ومِصْره..قد درَّس في كلية أصول الدِّين بالبلْدة المغربيَّة الشَّمالية المُسمَّاة " تطوان " دهرا طويلا، فتخَرَّج َبِهِ جمْعٌ غفيرٌ منَ طُلاَّبِ العلْمِ الذِّين منْهم طوائفُ تصَدَّرتِ اليَوْمَ للإفَادة والتَّعليم..فكانَ ُ والحقُّ يقالُ- أستاذَ الجيل، ومُربي المُستفيدين في المَغرب الحديث، وكان هذا الرجلُ العَلَمُ صاحبَ حَلقاتٍ علميَّة في مساجد مدينته، ذَا شُهرةٍ معروفةٍ في الصَّحافة الإسلامية في المغرب، ولقد كنتُ أيَّامَ اليَفاَعَةِ والفُتُوَّة أُلازمُ مُطالعةَ صحيفة " النُّور " التي كان يُصْدرها العلاَّمةُ القديرُ مِنْ سِنين مَديدة، فأقرأُ ما فيها مِنْ مقالاتٍ جَذْلانَ فَرِحا، فلمَّا اشْتدَّ عُودي في الكِتابة راسَلْتُ الشَّيخَ العلاَّمةَ بمقالٍ لينشره في الصَّحيفة المذكورة، فبادرَ رحمهُ الله بالنَّشْر حَفياًّ بِي مُرحِّبا، ومِنْ يومئذٍ توالتْ منِّي على الصَّحيفة مقالاتي، وتوالتْ منَ الشَّيخِ أعدادُ الصَّحيفة التِّي صارتْ بعدُ مجَّلةً- مُرسلةً إليَّ هديةً وإتحافاً..وكتبتُ زمانا عن أدَب الحَداثة بحْثا مُطوَّلا وراسَلْتُ الشَّيْخَ الجليلَ لينشره في المجلَّة، فرأى بثاقِبِ نظَره أنَّه يَصْلحُ أن يكون كتابا، فأفردهُ بالطَّبعِ في حُلَّة جَميلةِ على نَفقته وأتْحفني بأوَّل كتابٍ يصْدُر لِي في عالم المطْبوعات، وتوالت بيني وبين الشيخ مراسلاتٌ ومُكاتبات كانت فيها مبرَّات أهداني فيها جملةً من كتبه ومؤلفاته....ولم يُقَدَّر لي أنْ ألقى الشَّيخَ إلا بِأخَرةٍ في ندوة علميَّة بتطوان عن الحافظ الرَّحالة ابن رُشيد السَّبتي- فألفيْتُ الشيخَ فوقَ ما قدَّرْتُ علمًا وأدبًا وأخلاقا، وجالسْتُه في غذاءٍ جَمعنا في رُفقة طيِّبة مُباركة، فكان يُقبل عليَّ بالحَديث مُؤنسًا مُسامِرا، ثم دعاني وصديقَنا الدُّكتور عبد اللطيف الجيلاني مساءً إلى بيْته العامر للعِشاء، فوجدْنا من أنواع الحفاوة والتَّكريم ما أعجزَ مناَّ اللسانَ عن شُكره...وذُهلتُ يومئذٍ من أخْلاق الشَّيخ فلقد كان إليه المُنتهى في التَّواضع ولِين الجانب مع الجَلالة والسُّؤْدد..عرَض عليَّ يومَها مع رفيقي- على حَداثَةِ أعْمارِنا وقلَّة علْمنا- ونحنُ نتعشى أن نُفيده إفادة ًعن عَلَم ٍكان يَكتبُ عنه فأعْظَمْنا الشَّيخَ وَجلَّتْ منزلتُه في أعيننا..وكان الشيخُ  نَسيجَ وحْدِهِ في مُناقشة الحداثيين واللَّادينيين والمُستهزئين بالدِّين يخُصُّهم في مجلَّته " النور " بالنَّقد والاعتراض، والمناقشة والمُباحثة..كثيرَ الثلْبِ لمذاهبهم، واسِعَ الحيلةِ في دفْع شُبهاتهم وأراجيفهم، لا يَخشى في ذلك مَلامةً ولا تَضييقا.. حتى صارَ ذلك هِجيِّراهُ وديْدَنه، وجهادَه وبَلاءَه.. ولقد كان ذلكَ يشُدُّني إلى المجلَّة وصاحِبها، وأعْقِلُ أنِّي حدَّثته في تلك الليلةِ التِّي ضَيَّفني فيها عن مُدير مؤسَّسةٍ علميَّة في المغرب طَنَزَ بالبُخاري وصَحِيحه في بعضِ ما قدْ جرى به قلمُه وانتهى إليه بحثُه ونظرُهُ، فما كان منْه ُ إلا أنْ بادرَ في عدَدٍ قريبٍ من مجلَّته الغرَّاء المَيْمونة ناقدا مُعترضا ولعُوارِ " الطَّنْز الحَداثيِّ " كاشِفا ناشرا بنَصاعةِ بيانٍ ورَجاحة دليلٍ وبُرهانٍ... وطبعَ ذلك على غِلاف المجلَّة بعُنوانٍ عَريضٍ، وحرْف بَارز ٍكَبيرٍ...رحِمَ اللهُ الشَّيخَ الدَّاعيةَ المُصْلحَ الكبيرَ ولَقَّاهُ نضْرةً وسُرورا، وجزاهُ عن جِهاده بالكلِمة المَسْمُوعة والمكْتوبة جزاءً مَوفُورا.... [3]





تاريخ علماء المغرب و الأندلس

 العلامة المؤرِّخ المحقِّق الأستاذ ُالدكتور سيدي عبد الله المرابط الترغي
"كان ممن جمعتني به خِلطةٌ لبعض الوقت العلامة المؤرِّخ المحقِّق الأستاذ ُالدكتور سيدي عبد الله المرابط الترغي التطواني مولدا الطنجي مستقرا ومدفنا المغربيُّ أصلا ومحْتِدا...كان الشيخُ سليلَ أسرة علمية معروفة بالفضل والعبادة إذ كان أبوه الفقيه الترغي أحدَ أعلام غمارة المشهورين ...قرأتُ للشيخ عبد الله الترغي كثيرا من المقالات العلميَّة في مجلة دعوة الحق الغَرَّاء المغربية في أيام ازدهارها ، فأُعجبتُ بما فيها من الدراسة والاستيعاب والإحاطة...ولما قُدِّر لي أنْ أُصهر إلى بعض أهل ترغة سألتُ عن علماء تلك القرية الوادعة بين جبال غمارة فدُللت على الشيخ المؤرِّخ المحقق سيدي عبد الله الترغي...فلقيته صدفة هناك..وتبادلنا أحاديث ودِّية كانتْ مُفتتح صداقةٍ دامت سنين ولمْ يقدَّر لي أن ألقى الأستاذ الدكتور بعدُ إلا بعد سنين عديدة حيث حظيتُ بلُقياه في ندوة التراث الإسلامي بسوس في رحاب مدينة أكادير المغربية، إذ جلستُ بين يديه متحدثا عن بعض فهارس علماء سوس:" الفوائد الجمة في إسناد علوم الأمة " للتمنارتي قبل خروجه إلى عالم المطبوعات...وقدَّرتُ في نفسي أن يكون كلامي عن الفهرسة المذكور شِبْه الرِّيح عند الشيخ ، فما هُوَ إلاَّ أن لقيتُه بعد ذلك حتى شدَّ على يدي مهنِّئا بما حصَل لي من التَّوفيق في حديثي عن فهرسة التمنارتي، فجلَّ الشيخ ُفي عيني إذ ْغمَرني بعظيمِ ثنائه مع قلَّة بضاعتي وجلالة قدْره في المعرفة بفهارس علماء المغرب، إذْ هو ابنُ بَجْدتها ومُفتِّقُ الحديث عنها في كتابه الشَّهير الذِّي طوَّف العالم:" فهارس علماء المغرب"..وقُدِّر لي بعد ذلك أنْ أجتمع بالشيخ المؤرِّخ القدير  في ندوة علمية بتطوان، فعلمتُ من خلال جلسة علمية كان فيها قرينه الدكتور حسن الوراكلي والدُّكتور محمد أمحزون وغيرهما- أنَّ الرجل خبيرٌ بالمخطوطات مُولعٌ بجمعها قد ضمَّت مكتبته العامرة عشرات الكتب والرسائل العلمية التي أشْرفَ عليها أو ناقشها، كما ضمَّت وثائقَ في العِلْم نادرة، وأنَّه  جادٌّ في تصوير ما ليس عنده منها يقضي سحابةَ يومه في ذلك لا يفتُر، والشيخ ُ بعدُ إليه المنتهى في معرفة تاريخ وحضارة وآداب وتراجم وأنساب أعلام المغرب والأندلس...واسع الاطلاع على أعلام مغاربة ندُر من يعرفهم ،قد أخرج " أعلام مالقة" لابن عسكر وابن خميس معا وغير ذلك من الكتب النافعة الممتعة ..والرجل  ذو خلق رفيع، قد أوتي تواضعَ العلماء، ووقار الفضلاء، وسمْتِ الجِلَّة النُّبلاء، مع ذاكرة حاضرة، ونُكتة بادية، وحديث مُستملح.. وحدَّثني عنه صهرُنا – لطفَ الله به وشفاه- كثيرا وذكَر لي أنه كان يهوى الصيد بالقارب، وأنه كان ابنَ تارغة البارَّ ونجمَها الذِّي أفَلَ ...رحم الله الشيخ المؤرِّخ المحقِّق المدقِّق القدير، وعوَّضنا خيرا عنْ الدرس الشَّرعي واللغوي والأدبي المغربي الأندلسي في هذا الأفق الغربي ... [4]


 الشيخُ العلامة الأديبُ الأستاذُ الدُّكتور حسن الواركلي
" جمعتني الأقدارُ بِثُلَّة مُختارةٍ من أهل العلم الأحياءِ الذِّين شَرُفتُ بصُحبتهم ساعةً من نهارٍ أو ليالي من أيَّام، ومن هؤلاء السَّادة الكِبار، والجِلَّة الأخيار الشيخُ العلامة الأديبُ الأستاذُ الدُّكتور حسن الواركلي المغربي مدَّ الله في عمره، وفسَح له في أيامه..كان أولُّ معرفتي بالشَّيخ العلاَّمة القدير قديما أيامَ الطَّلَب في رحابِ دار الحديث الحسنيَّة في الرِّباط في المغرب الأقصى، إذْ حَضرْتُ مناقشةَ رسالةٍ علمية كان الشَّيْخُ الدُّكتورُ نَجْمَها المُتعقِّب، وفجْرَها الصَّادقَ القولِ والبيانِ، وكانَ الشَّيخُ يومئذٍ أمتع الله به في كهولته متوقِّدا نشاطا وقوةً، ولم يُكتبْ لي لقاءٌ بالشيخ كِفاحا إلا في نَدوة علميَّة في طنجة بعد مُضي دهرٍ طويل على اللِّقاء الأوَّل..حيث تعرَّفت على الشيخ عن كثب، وقدَّمتُ له نفسي فألفيتُه يعرفني قال لي مرحِّبا :" أنتَ الذِّي تكتب في جريدة النُّور التطوانية، وأنا أتابع ما تكتب"، فوقع ذلك في نفسي موْقعا حسنا..ومِنْ يومئذ توثَّق ما كان بيننا وتهاديْنا كتبا ..وقُدِّر لي أنْ أزورَ الشَّيْخ بعدُ في داره التي سماَّها " دارة زمزم" فأهداني بعضَ كُتبه وكتَبَ عليها ما أخْجلني..ودامتْ بيننا مُراسلاتٌ ومبرَّاتٌ وتواصلتْ..حتى إذا يسَّر اللهُ في نشْر كتابي :" الجامع الصحيح للإمام البخاري وعناية الأمة الإسلامية به شرقا وغربا"، قدَّم له الشيخُ بتقريظٍ نثرَ فيه مِنْ قلْبه وفُؤاده قبل كلماته ومُفرداته ما روَّج للكتاب رواجا واسعا..والشيخُ سلَّمه الله " ياقوتة الأندلس " و " وَهَج وأرَج " الفردوسِ المفقود، وشَذى من " أشْذاء الأندلس" و" وشيٌ وحُليٌّ" قدْ كُسِيَ جلالة ووقارا، وسُؤددا واحتراما، قدْ طوَّف دارسًا تُراث الغرب الإسلامي نثْرا وشعرا وقرآنا وحديثا وفقها وأصولا...كما أنَّ الشيخَ " مجاورُ البلد الأمين مكة المكرمة" سفيرُ الدَّرس اللغوي والشرعي المغربي الأندلسي في الأقطار المشرقيَّة... والشيخُ بعدُ إذا نثَر قلتَ شاعرٌ، وإذا شَعَر قلتَ حقًّا إنه شاعرٌ قد أوتي من ثقافة اللِّسانين: العربي والإسباني ما أثَّر في الدِّراسات الأندلسية الإسبانية تأثيرا كبيرا، وبوَّأه منزلةً مرموقةً بيْن كِبار الباحثين المُعاصرين في تُراث الغرْب الإسلامي... جزى الله العلامة الدكتور خيرا وجعل أجْرَ ما علَّم وأدَّب وكتَب ونَثَر وشَعرَ في ميزان حسناته... طُرَّة: " ياقوتة الأندلس " و" وهَج وأرَج " و " أشْذاء الأندلس" و" وشْي وحُلي" من كتب الشيخ الدكتور.[5]



[1]  ملتقى اهل التفسير  https://vb.tafsir.net/tafsir53932/#.XQjde4j7TIU


[2] ملتقى اهل التفسير https://vb.tafsir.net/tafsir53671/#.XQjeWYj7TIU
[3]  ملتقى اهل التفسير https://vb.tafsir.net/tafsir53355/#.XQjfmoj7TIU
[4]  ملتقى اهل التفسير https://vb.tafsir.net/tafsir53559/#.XQjeeoj7TIU
[5] ملتقى اهل التفسير 




التعليقات