موقع العلامة الدكتور محمد زين العابدين رستم  موقع العلامة الدكتور محمد زين العابدين رستم
مؤلفات و بحوث

مؤلفات و بحوث

مؤلفات و بحوث
جاري التحميل ...

اعتراضات البدر العيني على الحافظ ابن حجر في شرحه للبخاري وجواب ابن حجر عنها






لم يعرف في التاريخ كتاب من كتب البشر، أقبل عليه الناس، واهتموا به اهتماما كبرا، مثلما اهتموا بكتاب "الجامع الصحيح" لأبي عبد الله البخاري شرحا وتعليقا ودراسة.
ولقد امتد هذا الاهتمام إلى مختلف مظاهر الحياة الفكرية والسياسية والدينية للمجتمع الإسلامي، بحيث لم تخل جامعة أو مسجد، أو حلقة من حلقات العلم، في يوم من الأيام، من مدارسته وإقرائه وإسماعه، (1) كما ظهر هذا الاهتمام بهذا "الجامع الصحيح"، في إقبال طلبة العلم النبوي على حفظه، واستيعاب ما فيه، والعكوف على نسخة وكتابته، حتى لقد وجدت له اليوم مئات النسخ النفيسة التي امتلأت بها الخزائن العامة والخاصة في مختلف بقاع العالم.(2)
وتوالت عناية العلماء – في الشرق والغرب – "بصحيح البخاري" فوضعوا له الشروح، وكبتوا عليه الحواشي، وعلقوا على متونه وأسانيده، واختصروه ولخصوه، وجردوا متونه، وناقشوا مشكلاته وألفاظه، ووضعوا له التكملات، وبحثوا في تراجمه وفقه أبوابه، وترجموا لرجاله ورواته، وكتبوا حوله الافتتاحيات والختمات، ونظموا القصائد الكثيرة في التعريف بمؤلفه وفضائله، وبيان مزايا صحيحه.(3)
ولقد أحصى "حاجي خليفة" من هذه الكتب التي وضعت على "صحيح البخاري اثنين وثمانين كتابا، ما بين شرح وتعليق وحاشية.(4)
بينما أوصلها "الكاند هلوي" في مقدمة "اللامع" على نيف وثلاثين ومائة.(5)
ولعل أول شرح ظهر "للجامع الصحيح" هو المسمى "أعلام السنن" للإمام أبي سليمان حمد بن محمد الخطابي البستي المتوفى سنة 388 هـ قال "المبارك فوي" في وصفه :"وهو شرح لطيف، فيه نكت لطيفة، ولطائف شريفة". (6)
ثم جاء بعده أبو جعفر أحمد بن سعيد أو ابن نصر الداودي الأسدي المتوفى سنة 402 هـ، فألف شرحا للبخاري سماه :"النصيحة" كان من أهم مصادر الشراح الذين أتوا بعده : كابن التين والحفظ ابن حجر.
وهكذا توالت الشروح، فظهر لأبي القاسم المهلب بن أبي صفرت المتوفى سنة 436 هـ "شرح"، كما ظهر لأبي الحسن علي بن خلف المعروف بابن بطال المتوفى سنة 449 هـ "شرح" يقع في عدة أسفار، غالبه في فقه الإمام مالك، وتوجد منه أجزاء متفرقة في القرويين، وبخزانة الجامع الكبير بمكناس، وبخزانة ابن يوسف بمراكش.
وفي المائة الثامنة ظهرت "ثلاثة شروح" لأئمة كبار معروفين هي :
• 
شرح العلامة شمس الدين محمد بن يوسف الكرماني المتوفى سنة 786 هـ الذي سماه :"الكواكب الدراري" وهو مطبوع.
• 
و"شرح" الحافظ علاء الدين مغلطاي بن فليج التركي المتوفى سنة 792 هـ المسمى : "التلويح".(7)
• 
و"شرح" الشيخ بدر الدين محمد بن بهادر الزركشي الشافعي المتوفى سنة 794 هـ الذي سماه :"التنقيح". (8) قال المباركفوري :"قصد فيه إيضاح غريبه – يعني صحيح البخاري – وإعراب غامضه، وضبط نسب، أو اسم يغشى فيه التصحيف، منتخبا من الأقوال أصحها، ومن المعاني أوضحها، مع إيجاز العبارة، والرمز بالإشارة".(9)
وفي المائة التاسعة أقبل علماؤها على "صحيح البخاري" فتناولوه بالشرح والتعليق، فظهرت شروح كثيرة منها :
"
شرح" سراج الدين ابن الملقن المتوفى سنة 804 هـ.
و"شرح" سراج الدين عمر بن رسلان البلقيني المتوفى سنة 805 هـ، الذي سماه :"فيض الجاري".(10)
بيد أن "شرحين عظيمين" قد اشتهرا في هذه المائة هما :
"
شرح" الحافظ شيخ الإسلام أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852 هـ، :"فتح الباري".
و"شرح" العلامة بدر الدين محمود بن أحمد العيني المتوفى سنة 855 هـ، الذي سماه :"عمدة القارئ".
لكن شهرة "فتح الباري" فاقت شهرة "عمدة القارئ"، وذلك لأسباب نجملها في الآتي :
1 –
وقوف أكابر علماء وحفاظ عصر الحافظ ابن حجر على شرحه، وشهادتهم له بأنه لم يسبق إليه، قال السخاوي :"ولو تأخر ابن خلدون حتى رآه أو بعضه لقر عينا، حيث يقول – وهو متأخر عن "شرحي" الكرماني وابن الملقن – وإن لم يسلم قوله :"شرح البخاري" دين على هذه الأمة".(11)
قلت : فلما تصدى الحافظ لذلك قضى عن الأمة دينها، فقرت بذلك عين، وصرحت على لسان علمائها بأن "لا هجرة بعد الفتح".(12)
2 –
طلب ملوك الأطراف "لفتح الباري"، وسعيهم في تحصيله واقتنائه، وفي ذلك يقول الحافظ ابن حجر :"...وفي أثناء العمل، كثرت الرغبات في تحصيله ممن اطلع على طريقتي فيه، حتى خطبه جماعة من ملوك الأطراف، بسؤال علمائهم لهم في ذلك، فاستنسخت لصاحب المغرب الأدنى نسخة مما كمل منه.. واستنسخت لصاحب المشرق نسخة".(13)
3 –
امتياز "فتح الباري" بمنهج فذ وطريقة فريدة، بحيث إن الناظر فيه يجده شرحا جامعا لكثير من الفوائد الحديثية، والنكات الأدبية، والفرائد الفقهية، مع أمانة النقل وسلاسة العرض، ودقة التعبير، وحسن التخليص، ووجازة القول، ونصاعة الرأي، وقوة العارضة في الإعراب عما يراد حقا، وتنفيد ما يلوح وهنه أو بطلانه. (14)
كما يمتاز "فتح الباري" بمقدمة نفيسة جامعة، قل وجود مثلها في الشروح المتداولة "لصحيح البخاري"، والتي كانت سببا في شهرة الشرح كله، بحيث "صار من يعرف فصولها يتشوق إلى الأصل".(15)
فلهذه الأسباب مجتمعه سار "فتح الباري" في الآفاق، واشتهر تلك الشهرة الواسعة، بحيث جعلت الحافظ ابن حجر يثني عليه، ويشكر الله عز وجل على ما فتح به عليه. (16)
قال السخاوي :"وقد سمعته – يعني الحافظ ابن حجر – يقول : لست راضيا عن شيء من تصانيفي لأني علقتها في ابتداء الأمر، ثم لم يتهيأ لي من يحررها معي، سوى "شرح البخاري" و"مقدمته" و"المشتبه" و"التهذيب" و"لسان الميزان". (17)
وانطلقت ألسنة الشعراء في مدح "فتح الباري" والإشادة بصاحبه، ومن بين هؤلاء الشعراء الشهاب أحمد بن محمد المعروف بابن مبارك شاه الحنفي الذي يقول مخاطبا الحافظ ابن حجر :
صحيح البخاري مذ شرحت حديثه  بفتح من الباري، ونصر تأيـدا فكــم مغلق بالفتح أصبح واضحا  إلى فهمه، لولاك، ما كان يهتدي فلله فتح طن في (18) الكون ذكره  أغار إلى أقصى البلاد، وأنجدا (19) وكان من نتائج هذه الشهرة الواسعة التي وصل إليها "فتح الباري" أن أقبل عليه العلماء مستفيدين منه، وناهلين من حياضه، فكثرت لذلك مختصراته، وزاد عدد من التقط من فوائده وفرائده، (20) إلا أن العلامة بدر الدين العيني كان أعظمهم في ذلك حظا، وأكثرهم فيه قدرا. وبيان ذلك : أن الحافظ ابن حجر كان قد ابتدأ "شرحه" سنة 817 هـ، (21) وسلك في تأليفه طريقة الإملاء، يقول ابن حجر :
"
وقد اجتمع عندي من طلبة العلم المهرة جماعة، وافقوني على تحرير هذا الشرح، بأن اكتب الكراس، ثم يحصله كل منهم نسخا، ثم يقرأ أحدهم، ويعارض معه رفقته مع البحث في ذلك والتحرير، فصار السفر لا يكمل منه، إلا وقد قوبل وحرر من ذلك".(22)
وسار الحافظ ابن حجر على هذه الطريقة في تأليف "فتح الباري" حتى كمل في شهر رجب سنة 842 هـ.(23)
وكان ابتداء العلامة البدر العيني في شرحه سنة 820 هـ، وانتهاؤه منه بعد فراغ الحافظ ابن حجر من كتابه بنحو خمسة أعوام.(24)
وكان البرهان ابن خضر – أحد أصحاب ابن حجر – ينقل "فتح الباري" جزءا فجزءا على الدر العيني، فيستفيد منه، وينقل من فوائده غير ناسب لها إلى صاحبها. (25)
ولقد نبه غير واحد من العلماء إلى استفادة العيني من ابن حجر، فهذا السخاوي يقول في أثناء كلامه على شرح العيني :"استمد فيه من شرح شيخنا بحيث ينقل منه الورقة بكمالها".
كما نبه على ذلك القسطلاني (27) والسيوطي، (28) وحاجي خليفة.(29)
ولم يكتف البدر العيني بالنقل من فتح الباري" بلا عوز، حتى أضاف إلى ذلك الاعتراض على الحافظ ابن حجر، فيما يورد من آراء وتوهين ما توصل إليه من استنباط واجتهاد.(30)
وقبل أن نقف بالقارئ على حقيقة هذه الاعتراضات والتعقبات، نحب أن نفلت نظره إلى وجود منافرة شديدة، وجفوة عظيمة بين الحافظين : ابن حجر والعيني، يمكن رصد أهم مظاهرها في الآتي :
1 –
لما عمر السلطان المؤيد المدرسة المؤيدية سنة 819 هـ وأتمها، مالت المئذنة التي على البرج الشمالي، فخيف سقوطها، فهدمها، فقال ابن حجر في ذلك معرضا بالعيني :
لجامع مولانا المؤيد رونـــق  منارته بالحسن تزهو، وبالزيــن
تقول : وقد مالت عليهم، أمهلوا  فليس على جسمي، أضر من العين (31)
فبلغ ذلك العيني فقال :
منــارة كعروس الحسن إذ جليت وهدمهـــا بقضاء الله والقدر
قالوا : أصيبت بعين قلت : ذا غلط ما أوجب الهدم، إلا خسة الحجر (32)
فلما علم ابن حجر بجواب العيني قال : "وهذان البيتان عملهما له النواجي (33) لا بارك الله فيه".(34)
ولم يرتض البردعي ما قاله ابن حجر والعيني فقال :
كلاكما أحسن التعريض حين هجا وقال قولا بديعا، رائقـا بهجا
فاستغفروا الله، يا شيخي وانتدبـا لتوبة، وطريق الحق فانتهجا(35)
2 –
لما نظم البدر العيني سيرة المؤيد، جرد الحافظ ابن حجر ما فيها من الأبيات الركيكة، والتي لا وزن في كتاب سماه :"قذى العين من نظم غرائب البين".(36)
3 –
ولما ألف البدر العيني "شرحه" لـ: "صحيح البخاري"، وقف عليه الحافظ ابن حجر، وجد أن "مقدمته" منتزعة من كلام لشيخ الإسلام النووي، مع كثرة تصحيف للأسماء والمسميات، وتحريف لبعض الكلمات، فتتبع ما وقع له فمن ذلك في جزء سماه "الاستنصار على الطاعن المعثار"، (37) وقف عليه الأكابر من سائر المذاهب كالجلال البلقيني، والشمس البرماوي، وابن الديري، والجمال الأقفهسي، وكتبوا كلهم بتصويب ما تعقب عليه، وأنزلوا ابن حجر منزلة رفيعة.(38)
4 -
عندما تولى محمد بن جقمق حصلت بينه وبين العيني جفوة، وتولى قضاء الشافعية في عهده ابن حجر، وقضاء الأحناف سعد الدين الديري، وكانا يترددان على السلطان في الجمعة مرتين أو ثلاثا، فقال العيني عنهما :"كان يقاسيان مشتقة تلك السلالم والمدارج، حتى كان يسمونهما فقهاء الأطباق، وكل هذا من عدم حفظ حرمة العلم".(39)
ورغم وجود هذه المنافرة الشديدة بين الحافظين ابن حجر والعيني، فقد كان كل واحد منها يستفيد من صاحبه، ويستمد من علمه، فقد علق الحافظ من فوائد العيني، وسمع من ثلاثة أحاديث لأجل البلدانيات، كما يقول السخاوي، (40) ولذلك ترجمه في "معجم شيوخه"، وأدخله في قضاة مصر في كتابه :"رفع الإصر"، بينما استفاد العيني من ابن حجر عند تصنيفه رجال الطحاوي.(41)
وقال السخاوي :"ورأيته يسأل شيخنا في مرض موته، وقد جاء ليعوده عن مسموعات الزين العراقي فقال له : ليست مجموعة في كتاب، لكنني أوردت في ترجمته من معجمي ما أخذته عنه، وذكر شيء كثير، فانظروه، فإذا حصلتموه نأخذ في النظر في الباقي".(42)
ذكرنا فيما سبق أن البدر العيني قد تعقب الحافظ ابن حجر في "شرحه" لـ:"صحيح البخاري" وأورد عليه عدة اعتراضات وتعقبات، يمكن الوقوف على جليتها من خلال الآتي :
1 –
لا يذكر البدر العيني الحافظ ابن حجر بالاسم أو الكنية، أو اللقب في المواضع التي اعترض فيها، وإنما يشير إليه بلفظه "بعضهم" ثم يسند إليها قال ، أو ذكر، أو رأى، أو زعم ونحو ذلك. (43)
ثم إن العيني أعرض عن ذكر "اشرح" الحافظ بن حجر باسمه، مما حذا بالحافظ أن يشير إلى ذلك بقوله :".. ولذلك لم يسم كتابه الذي ذكره فيه، حتى لاينوه بذكره، ويأبى الله إلا أن يتم نوره".(44)
2 –
كثيرا ما يقع للبدر العيني أن ينقل من كلام الحافظ ابن حجر، وقد حذف منه كلمة، أو جملة، أو أكثر من ذلك، ثم يورد الاعتراض عليه، فعن شرح قول هرقل لأبي سفيان :"فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم"، (45) قال الحافظ : "والمراد بالأشراف هنا أهل النخوة والتكبر منهم، لا كل شريف، حتى لا يرد مثل أبي بكر وعمر، وأمثالهما ممن أسلم قبل هذا السؤال".(46)
ولما حكى العيني كلام الحافظ هذا قالوا :"قال بعضهم : المراد بالأشراف أهل النخوة، لا كل الأشراف، قلت : هذا على الغالب وإلا فقد سبق إلى اتباعه أكابر وأشراف منهم : الصديق، والفاروق، وحمزة، وغيرهم، وهم أيضا كانوا أهل النخوة.(47)
فحذف العيني من كلام الحافظ قوله :"والتكبر". قال الحافظ :"وبهذه اللفظة يندفع اعتراضه، لأن أبا بكر ومن ذكر معه إن كانوا أشرافا أهل النخوة، لم يكونوا أهل مكنة، فالتكبر محط الفرق بين الفريقين، حذفها المعترض، ليعترض، وهذا ذكرته على سبيل المثال، وإلا فقد استعمل مثل هذا في بقية هذا الحديث، وفي غيره".(48)
3-
ربما تكون النسخة التي وقف علها البدر العينيي، من فتح "الباري" قد وقع فيها تحريف، فيعترض على كلام غير موجود إلا في النسخة التي نقل عنها، بينما كلام الأصل سليم لا يتطرق إليه النقد، ولا يتوجه إليه الاعتراض، فعن حديث عبد الله بن زيد في وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي فيه :"واستنشق من كفة واحدة" (49) قال الحافظ :"قول من كفة واحدة" كذا في رواية أبي ذر، وفي نسخة :"من غرفة واحدة" وللأكثر :"من كف" بغير هاء. قال ابن بطال : المراد الكفة، الغرفة، فاشتق لذلك من اسم الكف عبارة عن ذلك المعنى، قال  ولا يعرف في كلام العرب إلحاق هاء التأنيث في الكف"، ومحصله أن المراد بقوله كفة: فعلة، لا أنها تأنيث الكف"، (50) فتعقبه العيني قائلا :"هذا محصل غير حاصل، فكيف تكون كفة تأنيث كف، والكف مؤنث".(51)
وانبرى الحافظ لرد هذا التعقب فقال :"انظر وتعجب، حرف الكلام، ثم اعترض عليه، ويحتمل أن يكون وقع في النسخة التي وقف عليها، فبنى اعتراضه عليها، وإلا فالذي في الأصل ما ذكرته ولا إشكال فيه".(52)
4 –
قد يكون للحافظ ابن حجر رأي في تفسير حديث، أو توجيه معنى، أو ينكر وجود رواية ما ، فيلجأ البدر العيني في نقد ذلك كله إلى الاعتراضات الجدلية، والأسئلة الدورية، ونحو ذلك من ضروب المغالطة والتعنت كقوله :"من تأمل هذا الكلام وجده في غاية الوهاء"، أو كقوله :"... فإن كان استدلاله بهذا الحديث في رده على الكرماني، فلا وجه له، وهو ظاهر لا يخفى".(54)
وقد يلجئ حب الاعتراض البدر العيني إلى التعنت البين، والتحمل المكشوف، في شرح حديث عبادة بن الصامت :"بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا ...".(55)
قال الحافظ :"زاد في رواية الصنابحي عن عبادة في هذا الحديث: "ولا ينتهب"، وهو مما يتمسك به في أن البيعة متأخرة، لأن الجهاد عند "بيعة العقبة" لم يكن فرض، والمراد بالانتهاب ما يقع بعد القتال في الغنائم". (56) فتعقبه العيني بقوله :"وتسمك هذا القائل بما وقع في حديث الصنابحي في الحديث المذكور من زيادة قوله :"ولا ينتهب" على أن هذه البيعة متأخرة، لأن بيعة الحرب إنما شرعت بعد ليلة العقبة، والانتهاب فرع مشروعية الحرب، وهذا التمسك فاسد، لأن الانتهاب أعم من أن يكون في المغانم وغيرها".(57)
ولما وقف الحافظ على هذا الاعتراض قال : "لكنه المتبادر، فالتمسك به صحيح، ولو لم يكن في هذا الكتاب – يعني العمدة – إلا هذا الموضوع، لكان في غاية الدلالة على التحامل والتغيير في وجوه المحاسن، وطمس معالم الصواب، والله المستعان".(58)
5 –
قد تقع للبدر العيني أثناء إيراد الاعتراضات ألفاظ نابية، كان عليه أن يصون نفسه وقلمه منها، ويلتزم باب المناظرة والمباحثة، فمن ذلك ما وقع له عند تعليق على كلام الحافظ على حديث :"أرايتكم ليتلكم هذه"، (59) قال :"هذا تصرف من لا يد له في العربية".(60)
وعند تضعيف ابن حجر لحديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على قبرين من بني النجار هلكا في الجاهلية، فسمعهما يعذبان في البول والذميمة (61) تبعا لتضعيف أبي موسى المديني له، قال العيني :"هذا من تخليط القائل، لأن أبا موسى لم يصرح بأنه ضعيف، بل هذا حديث حسن، وإن كان إسناده ليس بقوي، ولم يعلم هذا القائل الفرق بين الحسن والضعيف".(62)
وثارت ثائرة الحافظ ابن حجر عند اطلاعه على هذا الاعتراض، وقال :"وأما قوله إن الشارح لا فرق بين الحسن والضعيف، فهو كقول المثل :"رمتني بدائها وانسلت.. ولا يسمع في الوقاحة والبهث أشد من قول هذا المعترض إن الشارح المذكور لا يفرق بين الحسن والضعيف مع اشتهار تصانيفه في تقرير ذلك وتحقيقه، بحيث أبدى وما زال كثيرا من المشكلات في هذا الفن.(63)
6 –
قد يكون الحامل للبدر العيني للاعتراض على الحافظ ابن حجر، تعصبه لمذهبه الحنفي، وإفراضه في الانتصار له، فعند شرح حديث :"ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو"، (64) قال الحافظ :واستدل به على جواز الدعاء في الصلاة مما اختار المصلى  من أمر الدنيا والآخرة. قال ابن بطال : خالف في ذلك النخعي وطاووس وأبو حنيفة، فقالوا : لا يدعو في الصلاة، إلا بما يوجد في القرآن، أو ثبت في الحديث، وعبارة بعضهم :  ما كان مأثورا. قال قائلهم : والمأثور أعم من أن يكون مرفوعا، أو غير مرفوع، لكن ظاهر الحديث الباب يرد عليهم، وكذا يرد على قول ابن سيرين، "لا يدعو في الصلاة إلا بأمر الآخرة".(65) فتعقبه العيني بقوله :"ليس ما نقله عن كتب الحنيفية كذلك ، بل المذكور في كتبهم أنه لا يدعو في الصلاة إلا من الأدعية المأثورة أو بما شابه ألفاظ القرآن، وقوله : يرد عليه، رد عليهم، لأن فيما ذهبوا إليه إعمالا لحديث مسلم، وهو :"إن صلاتنا هذه..." (الحديث)، ونحن عملنا بالحديث لأنا نختار من الأدعية المأثورة، أو ما شابه ألفاظ القرآن".(66)
ولما فسر الحافظ ابن حجر صنيع البخاري في إيراده لبعض الأحاديث في كتاب "الوضوء" بأنه أراد ذلك :" رد قول من قال بنجاسة الماء المستعمل"، (67) لم يعجب ذلك العيني، فتعقبه بقوله :"قضية الكلام التشنيع على أبي حنيفة، بهذا الرد البعيد، إذ ليس في الأحاديث ما يدل صريحا على أن المراد من فضل وضوئه هو الماء المتقاطر من أعضاءه الشريفة، ولئن سلمنا فأبو حنيفة لا ينكر هذا، وهو القائل بطهارة بوله وسائر فضلاته، ومع هذا فقد قلنا : لم يصح عن أبي حنيفة تنجيس الماء المستعمل. (69)
7 –
حرص الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" على تتبع ما وقع للشراح قبله من أوهام، والتنبيه عليها، والدلالة على مواطن الضعف فيها، وكان الكرماني والزركشي من بين هؤلاء الشراح الذين وجه إليهم نقده، وبالغ في ذلك، حتى رغب إلى من كان يحضره من الطلبة أن يعتني بالتقاط ما وقع له من ذلك في شرحه، ويفرده بالتصنيف، قال السخاوي :"فما لبى أحد منهم دعوته"،(70) وذلك لقصر الهمم، وموت الخواطر، لكن البدر العيني لم يرتض نقد الحافظ ابن حجر للكرماني، فرأى فيه تحاملا شديدا، وتعسفا مجحفا، فتعقبه في كثير من المواطن، فعندما انتقد ابن حجر الكرماني في ادعائه أن الرواية في لفظة "الحجاج" الواردة في حديث محمد بن عمرو بن الحسن بن علي (71) بضم أوله، (72) وبين أن طلك تحريف بلا خلاف، (73) انتصر العيني للكرماني في ذلك بغير دليل، (74) فثارت لذلك ثائرة الحافظ وقال :"أفما يستحي العيني من هذا الانتصار البارد؟؟(75)
وقد يبهم الحافظ من ينتقده، فيظنه العيني الكرماني، فينبري للانتصار له، (76) ويظهر أن العيني أكثر من الانتصار لمن يرد الحافظ أقوالهم، وينقض آرائهم، لمجرد أن الحافظ بادر إلى النكير عليهم، فعند تفسير قوله تعالى :"أياما معدودات" (77) قال ابن حجر :":وللزمخشري في إعرابه – يعني أياما – كلام متعقب ليس هذا موضعه".(78)
فقال العيني :"التعقب في كلام المتعقب، فقد سمعت الكبار من علماء العربية والعجم يقولون من رد على الزمخشري في غير الاعتقاد، فهو رد عليه.(79) وسارع ابن حجر لرد هذا الاعتراض :"قائل هذا إن كان يعتقد عصمته – يعني الزمخشري – من الخطأ أحق أن يرد عليه، فإنه بشر يخطئ ويصيب، وهذه كتب من جاء بعده ممن يتعانى التفسير طافحة بالرد عليه، لكن ليس كله مقبولا، ولا كله مردودا، والذي تعقبه أولا : أبو البقاء، (80) وتبعه جماعة منهم البيضاوي، (81) فهذا عالم من علماء العرب، وآخر من علماء العجم سبقا الكبار الذين أشار إليهم، فهما أحق في القبول ..".(82)
8 –
قد تختلف النسخ الخطية للكتب التي ينقل منها الحافظ ابن حجر، بالزيادة أو النقصان فيكون ذلك سببا في اعترضا البدر العيني، فعندما نبه ابن حجر عما وقع في اسم عمير بن سعيد من الاختلاف وقال :"وقع للنسائي والطحاوي "عمر" بضم العين وفتح الميم(83) انبرى العيني قائلا :"لم يقع في الطحاوي ما ذكره، فإني شرحت معاني الآثار للطحاوي". (84)
وقد ينفي ابن حجر وجود رواية في كتاب من الكتب، لعدم وقوفه عليها، فينبري العيني للاعتراض والتعقب، فعندما علق ابن حجر على قول البخاري :"وقال منصور بن النعمان عن عكرمة عن ابن عباس : وحرم بالحبشية وجب" قائلا :"لم أقف على هذا التعليق موصولا، وقرأت بخط مغلطاي، وتبعه شيخنا ابن الملقن وغيره فقالوا : أخرجه أبو جعفر عن ابن وهداد (85) عن أبي عوانة عنه، قلت : ولم أقف على ذلك في تفسير أبي جعفر الطبري...".(86)
ناقش العيني بقوله :"هذا مجرد تشنيع، وعدم وقوفه لا يستلزم عدم وقوف غيره، ونسخ الطبري كثيرة لا تخلو من زيادة ونقصان".(87)
ولما انتشر شرح البدر العيني، ووقف عليه الحافظ ابن حجر، جرد كتابا حافلا في الرد على ما ساقه العيني من اعتراضات وتعقبات سماه :"انتقاض الاعتراض"،(88) وقد بين الحافظ في مقدمة هذا الكتاب، كيفية تأليفه "لفتح الباري"، وتكلم على مزاياه، ووصف رغبة الملوك في الحصول عليه، (89) ثم انتقل إلى الكلام على ما ورد في خطبة البدر العيني في "عمدة القارئ" من هفوات، وأشار إليه أنه قد جمع في بيانها كتابه الذي سماه ":الاستنصار على الطاعن المعثار"، ثم تكلم على كيفية إغارة العيني على "فتح الباري" وقال :"وقد رأيت أن أسوق من ذلك أمثلة كثيرة يتعجب منها كل من وقف عليها، ثم أعود إلى إيراد ما أردت من الجواب عن اعتراضاته على "فتح الباري"، وقد رمزت إلى "الفتح" بحرف "ح" مأخوذة من (الفتح، وأحمد)، وإلى "شرحه" بحرف "ع" مأخوذة من "العمدة" ومن (المعترض)".(90)
وبإلقاء نظرة على هذا الكتاب تتضح المعالم المحددة لمنهج المؤلف فيه كالآتي :
1 –
اهتم الحافظ ابن حجر في أوائل الكتاب ببيان ما نقله البدر العيني من ":فتح الباري"، من غير أن ينسبه إلى صاحبه، وقال :"فالكتاب كله ملآن من ذلك.. وكل ما وقع له من ذلك في أوائل الكتاب قليل مما فعله في وسطه، وأما في الثلث الثالث، وخصوصا في النصف الثاني من هذا الثلث، فلو قال قائل إنه لم يزد على نسخه لما أبعد". (91)
وقد كان منهج استفادة العيني من "فتح الباري" مختلفا فهو :
أ – تارة :"يأخذ كلام الأصل فيدعيه لنفسه، ويسبك منه سؤالا وجوابا قائلا : قلت".(92)
ب – وتارة، يتصرف في عبارة "فتح الباري"، بالتقديم والتأخير، ويأخذ المعنى ويبسطه.(93)
ج – وتارة : ينقل ما تفرد به ابن حجر من تنبيه على معنى، أو حل لمشكل، مصدرا لذلك بقوله :"قلت"، وحينئذ تثور ثائرة الحافظ فيقول :"... وأما فما ظننت أن أحدا يرضى لنفسه لذاك، وإذا تأمل من ينصف هذه الأمثلة عرف أن هذا الرجل عريض الدعوى بغير موجب، متشبع بما لم يعط، منتهب لمخترعات غيره، ينسبها إلى نفسه، غير مراعاة عاتب عليه، وطاعن ممن يقف على كلامه، وكلام من أغار عليه، ولو حلفت أنه لم يخل بابا من أبواب هذا الكتاب على غزارتها من شيء من ذلك لبررت، وشاهدي على ذلك عدل "من كلامه نصا، لا اختصارا، بل مصالقة ومناهبة، حتى إنه يغفل، فينقل لفظ "قلت" الدال على أن الاختراع له، والاعتراض منه، ويكون ذلك كله لمن سبقه".(94)
د – وتارة أخرى : يذكر ما يأخذه من "فتح الباري" في غير المكان الذي استلبه منه.(95)
وقد تطول استفادة العيني، أو تقصر، فمنها ما يجيء في ورقة، ومنها ما يكون في ثلاثين سطرا، ومنها ما يصل إلى أكثر من ذلك.(96)
2 –
لم يفض الحافظ في بيان ما استلبه العيني من "فتح الباري" لأنه  "لو وقع تتبعه بطريق الاستيعاب لطال"، (97) وشرع في الرد على الاعتراضات وفق ترتيب أبواب "صحيح البخاري"، وكان من خطته في ذلك أن يذكر الكتاب والباب قائلا مثلا :من (كتاب العلم)، قوله : باب فضل العلم، وقول الله تعالى: "يرفع الله الذين آمنوا.." الآية"، (98) ثم يسوق اعتراض العيني والجواب منه مصدرا ذلك بقوله :"قلت" لكن هذا ليس يطرد في جميع الكتاب.
3 –
أجاب الحافظ عن أكثر الاعتراضات، وأعرض عن بعضها إما لأنه لم يحضره جواب عنها وقت تأليف الكتاب، وإما لأنه يرى أن بعض هذه الاعتراضات،لا يتشاغل بتكلف الجواب عنه.(99) وقد كان رغب إلى بعض طلبته ممن له مشاركة في فنون كثيرة، أخذ الكتاب، والمرور عليه، والإلحاق فيه لما ينبغي إلحاقه، وإن اختار أن ينسبه لنفسه آثره لذلك، فما وجد من فيه قابلية لذلك.(100)
4 –
قد يرجع الحافظ ابن حجر إلى قول العيني، ويرى أن الصواب حليفه في نقده، ويقول بعد حكاية الاعتراض :"نقول بموجبه".(101)
5 –
يناقش الحافظ ما ورد في "عمدة القارئ" من تصحيف، أو فهم لمعنى على وجه غير سديد، ويقول "... وله من ذلك ما لو تصدى العارف له، ونقله من خطه، لما سلمت ورقة واحدة من اعتراض، ولا سيما أسماء الرواة".(102)
6 –
يختلف أسلوب الحافظ في نقض الاعتراضات، بحسب اختلاف المقام فهو تارة يكون لاذعا مقذعا يصف صنيع العيني بأنه :"قصور شديد في هذا الفن"، (103) ويجب أن "يقال له – يعني العيني – كيف ساغ لك أن تتلكم عن الحديث وتتصدى لأعظم شيء فيه، وهو شرح هذا الجامع الذي جمع فنننه ونور عيونه؟"(104) وأنت استلبت فوائد "فتح الباري" وكتبت ذلك "كتابة مستريحة، والشارح – يعني ابن حجر – ما جمع ذلك إلا في أيام كثيرة، مع تعب قوي، وسهر قوي، وتتبع زائد"، (105) وتارة يكون مهذبا، عف اللفظ، يكل الحكم إلى الله تعالى، وهو خير الفاتحين".(106)
وبعد : فليس ثمة شيء يمنع من أن يقال أن كتاب "انتقاض الاعتراض" نموذج فذ للردود العلمية التي كانت تكون بين العلماء والتي تجلي صورة عصر زاخر بالعطاء، الذي لم ينقطع حتى هذا اليوم .
والحمد لله الذي بنعمته تم الصالحات.



.......................... ......الفهرس ..................................


1 –
الإمام البخاري وجامعه الصحيح (ص 125) للدكتور يوسف الكتاني، نشر جمعية الإمام البخاري سنة 1990.
2 – "
افتتاحيات البخاري وختماته" للدكتور يوسف الكتاني (مجلة دار الحديث) ع 4/1984 (ص 15).
3 –
الشروح المغربية لصحيح البخاري للدكتور يوسف الكتاني (مجلة دار الحديث) العدد الثاني – سنة 1981. ( ص129).
4 –
انظر : كشف الظنون (ج1/ ص 545 – 554) دار الفكر – بيروت 1402 هـ.
5 –
الإمام البخاري وجامعه الصحيح ( ص 127)
6 –
مقدمة تحفة الأحوذي للمباركفوري (ج 1/253)، دار الفكر، وقد قام د. يوسف الكتاني بتحقيق كتاب "أعلام السنن".
7 –
من هذا الشرح الجليل نسخة خطية بالخزانة العامة للمحفوظات بتطوان وهي متلاشية.
8 –
وهو مطبوع.
9 –
انظر : مقدمة تحفة الأحوذي ( ج1/ ص 256).
10 –
مقدمة تحفة الأحوذي (ج1 / ص 257).
11 –
انظر "الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر السخاوي (ج1/لوحة 279) نسخة الخزانة الحسنية بالرباط برقم 1500.
هذا ولقد قال ابن خلدون في المقدمة (ص 351) مطبعة التقدم :"ولقد سمعت كثيرا من شيوخنا رحمهم الله يقولون :"شرح كتاب البخاري دين على الأمة"، يعنون : أن أحدا من علماء الأمة لم يوفر له ما يجب من الشرح بهذا الاعتبار".
12 –
هذا الجواب محفوظ عن الإمام الشوكاني بما طلب منه التصدي لشرح البخاري فقال :"لا هجرة بعد الفتح".
13 –
انظر : انتقاض الاعتراض لحافظ ابن حجر (لوحة 1) نسخة تشستربتي برقم 4982.
14 –
انظر : تقديم السيد أحمد صقر لفتح الباري، وفي بيان منهج الحافظ ابن حجر في فتح الباري ألف الباحث د. السودافي جميل أحمد منصور أطروحته تحت عنوان :"منهج الحافظ ابن حجر في كتابة فتح الباري".
15 –
انتفاض الاعتراض (لوحة 1).
16 –
قال ابن حجر عقب رفعه لإشكال :"وهذا من النفائس التي فتح الله بها في فتح الباري فله الحمد" . انظر : فتح الباري (ج11 / ص 436) دار الفكر – بلا تاريخ.
17 –
انظر : الجواهر والدرر في ترجمه شيخ الإسلام ابن حجر (ج1 /لوحة 259 و 260).
18 –
طن : اشتهر وذاع صيته.
19 –
انظر : نظم العقيان في أعيان الأعيان للسيوطي (ص57)، المكتبة العلمية – بيروت 1927 م، واليواقيت والدرر في شرح "شرح نخبة ابن حجر" للإمام المناوي (ج1 /ص 165) رسالة جامعية مرقونة على الآلة الكاتبة من تحقيق صاحب هذا البحث، توجد بمكتبة كلية الآداب بالرباط.
20 –
انظر : طائفة من المختصرين والمستفيدين في الجواهر والدرر (ج1 /لوحة 79).
21 –
انتقاض الاعتراض (لوحة1).
22 –
انتقاض الاعتراض (لوحة1).
23 –
المصدر السابق.
24 –
انظر : تقديم الشيخ سليمان محمد الروبي، والأستاذ الهادي عرفة لكتاب "مبتكرات اللآلئ والدرر في المحاكمة بين العيني وابن حجر" للشيخ عبد الرحمن البوصيري ( ص23) دار النصر – شبرا – مصر.
25 –
المصدر السابق.
26 –
الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (10/133) دار الحياة – بيروت.
27 –
إرشاد الساري (ج1/ص :5) المطبعة الأميرية – بولاق 1323 هـ.
28 –
في رسالته : البارق في قطع يمين السارق (ص16).
29 –
انظر : كشفق الظنون (1/548-549).
30 –
انظر :"بدر الدين العيني وأثره في علم الحديث" (ص 245) صالح يوسف معتوق، دار البشائر الإسلامية – الطبعة الأولى 1407 هـ.
31 –
الخطط المقريزية (2/329)، طبعة مكتبة الثقافة الدينية بمصر.
32 –
حسن المحاضرة للسيوطي (2/272)، دار إحياء الكتب العربية – الطبعة الأولى سنة 1967 م.
33 –
هو الأديب الشاعر محمد بن علي النواجي المتوفى سنة 859 هـ ترجمة السخاوي في الضوء اللامع (7/29-232).
34 –
انظر : الجواهر والدرر (ج2/ لوحة 79).
35 –
انظر : المنتقى المقصور على مآثر الخليفة المنصور لأحمد ابن القاضي (ج1/ص 294)، طبعة المعارف – الرباط.
36 –
بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة للسيوطي (ج2/276) عيسى البابي الحلبي – مصر، هذا وقد نسي الحافظ ابن حجر أن يجرد ما في زهر الربيع في البديع لابن قرقماس من لحن في النظم والنشر، وسارع إلى تقريضه.
37 –
هكذا وردت تسمية هذا الجزء في انتقاض الاعتراض (لوحة 1) والضوء اللامع (10 /133)، وفي طبعة أوقاف مصر للجواهر والدرر (ج1/ص 226) وردت هكذا :"الاستبصار بالباء الموحدة وهو تحريف ظاهر، ويؤيده أن اسم الكتاب ورد على الصواب في نسخة الخزانة الحسنية من الجواهر والدرر.
38 –
الضوء اللامع (10 / 134).
39 –
انظر : الضوء للامع (7/210).
40 –
الضوء اللامع (10 /133).
41 –
المصدر السابق.
42 –
الضوء اللامع (10/133)والتبر المسبوك ( ص377) للسخاوي مكتبة الكليات الأزهرية – دون تاريخ.
43 –
انظر هذه المواطن من عمدة القارئ (3/163) و (4/74) و (4/160)، و(4/200) و (23/64) و (23/88) و (24/94) و (24/100) طبعة دار الفكر.
44 –
انتقاض الاعتراض (لوحة 107)، نسخة المسجد الأعظم بزاوية وزان.
45 –
هذه قطعة من حديث طويل أخرجه البخاري في بدء الوحي من حديث عبد الله بن عباس (1/31).
46 –
فتح الباري (ج1 / ص 35).
47 –
انظر : العمدة (ج1 / ص 37).
48 –
انظر : انتقاض الاعتراض (لوحة5) نسخة وزان.
49 –
أخرجه البخاري في الوضوء، باب من مضمض واستنشق من غرفة واحدة. (ج1 / ص 297).
50 –
انتقاض الاعتراض ( لوحة 7 ) نسخة وزان.
51 –
انظر العمدة (ج 3 / ص 80).
52 –
انتقاض الاعتراض ( لوحة 71).
53 –
انتقاض الاعتراض ( لوحة 55).
54 –
عمدة القارئ (ج3 / ص 199).
55-
أخرجه البخاري في كتاب الإيمان باب علامة الإيمان حب الأنصار (ج1 / ص 64).
56 –
انظر : فتح الباري  (ج 1 /ص 68).
57 –
انظر : عمدة القارئ (ج1 / ص 159).
58 –
انتقاض الاعتراض ( لوحة 17).
59 –
أخرجه البخاري في كتاب العلم، باب السمر في العلم من حديث ابن عمر (  ج1 /ص 211).
60 –
انظر : عمدة القارئ ( ج2 /ص 176).
61 –
انظر : فتح الباري (ج 1 /ص 321).
62 –
انظر : عمدة القارئ (ج3 / ص 121).
63 –
انظر : انتقاض الاعتراض (لوحة 74).
64 –
أخرجه البخاري في الآذان، باب ما يتخير من الدعاء بعد التشهد، وليس بواجب من حديث عبد الله بن مسعود (ج2 / ص320).
65 –
انظر : فتح الباري  (ج2 / ص 321).
66 –
انتقاض الاعتراض ( لوحة 99).
67 –
انظر : فتح الباري ( ج1 / ص 296).
68 –
في عمدة القارئ (3/79) :"فأبو حنيفة ينكر هذا، ويقول بنجاسته" ورجحنا ما في انتقاض الاعتراض ( لوحة 70) وقد رأى بعض الأحناف نجاسة الماء المستعمل، واستدلوا بحديث :"لا يلون أحدكم في الماء الدائم، ولا يغتسلن فيه من جنابة"، قال السرخسي : فالتسوية بينهما تدل على أن الاغتسال يفسد الماء، انظر : المبسوط(ج1 / ص 46).
69 –
انظر : عمدة القارئ (ج 3 / ص 79).
70 –
انظر : الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر (ج1 / لوحة 275).
71 –
فإنه قال : لما قدم الحجاج، فسألنا جابر بن عبد الله  فقال :"كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر بالهاجرة، والعصر والشمس نقية، والمغرب إذا وجبت.. الحديث أخرجه البخاري في المواقيت، باب وقت المغرب(ج2 / ص 41).
72 –
انظر :شرح الكرماني لصحيح البخاري (ج4 / ص 205) مطبعة عبد الرحمن لنشر القرآن – بلا تاريخ.
73 –
انظر : فتح الباري (ج2 / ص 41).
74 –
انظر : العمدة (ج5 / ص 56).
75 –
انظر : انتقاض الاعتراض (لوحة 103).
76 –
انظر : فتح الباري (ج10 / ص 232)، وعمدة القارئ (ج 21 / ص 283)، وانتقاض الاعتراض (لوحة 193) نسخة تشستربتي.
77 –
من وقوله تعالى :"يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات" سورة البقرة- الآيتان  183 و 184.
78 –
انظر : فتح الباري (ج8 / ص 179)، والكلام المتعقب عند الزمخشري هو قوله :"وانتصاب أياما بالصيام كقولك : نويت الخروج يوم الجمعة"، وانظر : الكشاف (ج1 / ص 225) الطبعة الثالثة – 1407 هـ.
79 –
انظر العمدة (18 / ص 104).
80 –
هو أبو البقاء العكبري الحنبلي، وانظر تعقبه في إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات في جميع القرآن (ج1 / ص 80)
81 –
انظر : أنوار التنزيل وأسرار التأويل (ج1 / ص 216) مؤسسة شعبان ببيروت.
82 –
انتقاض الاعتراض ( لوحة 165) نسخة تشستربتي.
83 –
انظر : فتح الباري (ج12 / ص 68).
84 –
عمدة القارئ (ج23 / ص 269)، وقد أجاب الحافظ عن هذا الاعتراض بقوله :"كذا قال ونسخ الطحاوي غير متقنة، ولا مانع من أن تختلف، مع أنه لم يتقدم دعوى حصر في ذلك"، وانظر : انتقاض الاعتراض (لوحة 217) نسخة تشستربتي، قلت : والذي في شرح معاني الآثار للطحاوي (3/153) دار الكتب العلمية – بيروت – 1399 هـ "عمير بن سعيد".
85 –
وكذا في انتقاض الاعتراض (لوحة 215) والذي في الفتح :"ابن قهزاد" وهو الصواب وهو أبو عبد الله محمد بن عبد الله المتوفى سنة 262 هـ.
86 –
انظر : فتح الباري (ج 11/ ص 503).
87 –
عمدة القارئ (23 / ص 156) وانظر : رد الحافظ لهذا الاعتراض في انتقاض الاعتراض (لوحة 215) نسخة تشستربتي.
88 –
توجد لهذا الكتاب النفيس عدة نسخ خطية في العالم منها :
1 –
نسخة قلمية موجودة في خزانة الكتب في رامفور، ذكر ذلك المباركفوري في مقدمة "تحفة الأحوذي" (ج1/ص253).
2 –
نسخة الخزانة الحسنية، وقف عليها العلامة الشيخ محمد أبو خبزة الحسني، ووصفها بأنها في جزأين، تنقصها ورقة من آخرها.
3 –
نسخة مكتبة تشستربتي، وهي نسخة تامة، نسخت سنة 1176 هـ وتقع في 229 لوحة.
4 –
نسخة دار الكتب المصرية رقم 363 تيمور، نسخت سنة 1323 هـ وتقع في 816 ورقة ذات لوح واحد.
5 –
نسخة المسجد الأعظم من زاوية وزان، وتقع في 35 لوحة، لا يعرف تاريخ نسخها، بيد أنها في غاية النفاسة والصحة.
6 –
نسخة المكتبة العمومية بدمشق برقم 99.
وقد نشر هذا الكتاب بدار النهضة الحديثية في بيروت، كما قرأته على ظهر غلاف كتاب من منشوراتها، ثم أفادتني عمادة شؤون الكتاب بجامعة أم القرى في مراسلة مؤرخة في 13/6/1413 هـ أن الكتاب يطبع بدار الرشد بالرياض، وقد قام بتحقيقه الشيخ عبد المجيد السلفي.
89 –
انظر : انتقاض الاعتراض (لوحة 1) نسخة وزان.
90 –
انتقاض الاعتراض (لوحة 3) نسخة وزان.
91 -
انتقاض الاعتراض (لوحة 36) نسخة وزان.
92 -
انتقاض الاعتراض (لوحة 97) نسخة وزان.
93 -
انتقاض الاعتراض (لوحة 6) و (لوحة 39).
94 -
انتقاض الاعتراض (لوحة 9) نسخة وزان.
95 –
المصدر السابق (لوحة8).
96 –
المصدر السابق (لوحة 8) و (لوحة 36).
97 –
المصدر السابق (لوحة 8).
98 –
المصدر السابق (لوحة 41).
99 –
المصدر السابق (لوحة 14 ) و (لوحة 49).
100 –
انظر : الجواهر والدرر (لوحة 274) للسخاوي.
101 –
انتقاض الاعتراض (لوحة 51) نسخة وزان.
102 –
المصدر السابق لوحة 39، ولا يذهبن عن القاري ما لعمدة القارئ من محاسن ومزايا من كلام على الرواة، وبيان الأنساب واللغات والإعراب والمعاني والبيان، واستنباط الفوائد والفرائد من الحديث، وقد بسط الشيخ محمد زاهد الكوثري الموازنة بين شرحي ابن حجر والعيني في كتابه:"تذهيب التاج اللجيني في ترجمة البدر العيني" لكنه لفرط تعصبه على ابن حجر، بالغ في الانتصار للعيني بما لا يقبله منصف، وقال عن محاولة ابن حجر لرد الاعتراض : إنه ما أجاد فيها ولا بلغ المراد، وانظر : تعليقاته على ذيل ابن فهد على تذكرة الحفاظ ( ص 344 – 335).
103 -
انتقاض الاعتراض (لوحة 44) نسخة وزان.
104 -
انتقاض الاعتراض (لوحة 3) نسخة تشستربتي.
105 -
انتقاض الاعتراض (لوحة 98) نسخة وزان.
106 –
المصدر السابق ( لوحة 55 ولوحة 62)

 محمد زين العابدين رستم
دعوة الحق العددان 309-310 ذو القعدة-ذو الحجة 1415/ أبريل-مايو 1995

    التعليقات