موقع العلامة الدكتور محمد زين العابدين رستم  موقع العلامة الدكتور محمد زين العابدين رستم
مؤلفات و بحوث

مؤلفات و بحوث

مؤلفات و بحوث
جاري التحميل ...

أعلام في حياة الشيخ محمد زين العابدين رستم.. العلامة التهامي الراجي الهاشمي.

 




شيخ القراءات القرآنية في المغرب .. بقية السلف .. العلامة الحافظ للسبع القراءات واللساني المفسر الأستاذ المربي الخلوق سليل الشرفاء العلامة الكبير الدكتور التهامي الراجي الهاشمي

كان رحمه الله مدرسة قائمة بذاتها .. الأستاذ الجامعي وأستاذ كرسي القراءات والمفكر والباحث والمثقف .. الذي يكتب بالعربية والفرنسية والإسبانية والألمانية والإنجليزية .. ويعرف الآرامية والعبرية .. ويكتب في القراءات والتجويد والرسم والضبط والوقف وعد الآي والتفسير وعلوم القرآن واللسانيات والترجمة والأدب وعلم المعاجم والتاريخ والجغرافيا والرياضيات والمناهج .. ويحقق المخطوطات ويصحح المصاحف ..

وكان رحمه الله منافحا عن القرآن الكريم واقفا بالمرصاد لأباطيل المستشرقين وأعداء الدين على اختلاف مشاربهم ومدارسهم.

ولد الدكتور التهامي الراجي الهاشمي، أستاذ كرسي علم القراءات بالمغرب ـ رحمه الله تعالى ـ في 24 /5/ 1936م بالبهاليل بالمملكة المغربية، وهي مدينة صغيرة تبعد عن مدينة صفرو بـ 7 كلم، وعن مدينة فاس بـ 28 كلم.

نشأ رحمه الله في أسرة شريفة علمية عريقة، فجد والده الهاشمي خريج جامعة القرويين، أما والده الراجي الهاشمي فهو من مواليد عام 1896م، وهو مثل أبيه وجده خريج القرويين؛ وتوفي رحمه الله سنة 1943م عن 47 عاما، فلم يعمَّر طويلاً، خلافاً لوالده.

قال الدكتور التهامي ـ رحمه الله تعالى ـ عن أسرته العلمية: الخير الذي أنعم الله به عليَّ في تعلمي واشتغالي بالقراءة، يعود إلى آبائي وأجدادي، فكان الجد الذي عشت معه طويلا، وهو قد عمِّر كثيرا (113سنة) والأب كذلك، كانوا يحفظون القرآن، ويهتمون به، ويعلمونه الناس، فتعلمت على يدهم، وشجعوني على ذلك جزاهم الله خيرا ورحمهم الله، وواصلت الدراسة بعد فراقهم الحياة، فتعلمت ما لم آخذه منهم والحمد لله.

 بدأ تعليمه الأولي بمسقط رأسه، أدخله والده عند وصوله السابعة من عمره إلى المدرسة الابتدائية، فحصل فيها على الشهادة الابتدائية.

وبدأ دراسته الجامعية بجامعة محمد الخامس بالرباط، ثم سافر الى فرنسا، ليتابع دراسته بالسوربون، حيث حضر رسالة دكتوراه السلك الثالث، ثم انتقل إلى جامعة مدريد؛ لتحضير أطروحة الدولة في موضوع القراءات القرآنية، تخصص لسانيات بعنوان: "خلافات القراء بالمغرب والأندلس"، تقع هذه الأطروحة في ثلاثة أجزاء، الجزء الأول مخصص للدراسة النظرية، الجزء الثاني حقق فيه رسالتين: التنبيه على الجهل والخطأ والتمويه للداني، وبيان الخلاف والتشهير لابن القاضي. أما الجزء الثالث فهو خاص بالملحقات.


أما عن المسار المهني للدكتور الهاشمي فقد بدأه كمعلم للغة الفرنسية، فأستاذا للغة العربية بالثانوي، وتوج بتعيينه نائبا لوزير التعليم بإقاليم أكادير وطرفاية، ثم كلف بمهام التفتيش بمراكز تكوين المعلمين.

وفي سنة 1974 م عين أستاذا باحثا بمعهد الدراسات والأبحاث للتعريب، ثم مندوبا للرصيد اللغوي بالمغرب، ثم تولى رئاسة شعبة المعجميات بمعهد الدراسات و البحوث التابع لجامعة محمد الخامس. كما عين أستاذ كرسي القراءات القرآنية بمسجد الحسن الثاني، كما شغل منصب نائب رئيس المجلس العلمي بالرباط و سلا .

العطاء العلمي : تمكن بفضل الله وتوفيقه من أن يدخل القراءات القرآنية إلى رحاب الجامعة المغربية لتصبح مادة مقررة قانونا في السلك الثاني من الإجازة في النظام القديم، وتقرر كمادة أساسية من المواد المدرسة في النظام الجديد، كما فتح وحدة للتكوين على مستوى الدراسات العليا والدكتوراه : وحدة مذاهب القراء في الغرب الإسلامي، التي عملت على تكوين الباحثين في مجال القراءات القرآنية بصفة عامة، والقراءات القرآنية بالمغرب الأقصى، مما مكن شعبة الدراسات الإسلامية بالجامعة المغربية من التوفر على أساتذة باحثين متخصصين في القراءات القرآنية ، وفضلا عن التدريس والإشراف على الرسائل والأطاريح، والمساهمة في التوعية الفكرية والدينية، والمساهمة في المؤتمرات والندوات العلمية داخل المغرب وخارجه،  فإن للدكتور الراجي حضور قوي في مجال التأليف والتحقيق :

1- المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب( تحقيق ).

2- التعريف في اختلاف الرواة عن نافع ( تحقيق ).

3- إضاءة الراموس ظهر منه حتى الآن ثلاثة أجزاء ( تحقيق ).

4- توطئة لدراسة علم اللغة .

5- بعض مظاهر التطور اللغوي .

6- الثنائيات اللسانية .

7- القراءات القرآنية و الوقف القرآني .

8- القاضي عياض اللغوي من خلال حديث أم زرع .

9- نظم و إدارة بني أمية في الأندلس من خلال المقتبس لابن حيان .

10- الرسم الحديث ( كتاب مدرسي ) .

11- الرياضيات الحديثة ( كتاب مدرسي ) .

12- الأبواب بالأندلس .

13- المبتكر في النحو ( كتاب مدرسي ) .{ الكتب المدرسية بالاشتراك مع آخرين }.

14- وظيفة اللغة في مجتمعنا المعاصر .

15- كيفية تعريب السوابق و اللواحق في اللغة العربية .

16-معجم الدلائلية : فرنسي / عربي .

17- منهجية أئمة القراء في الغرب الإسلامي ابتداء من القرن الخامس الهجري.

18- أسلوب التكرار في القرآن الكريم .

كتب أخرى لم تطبع بعد :

1- الإضافة في القرآن الكريم .

2- هاء الكناية في القرآن الكريم .

3- تحقيق كتاب فيض نشر الاقتراح .

5- الأنصاص القرآنية.

مقالات الشيخ التهامي الراجي:

للشيخ رحمه الله مشاركات قيمة ومتميز في مجلة دعوة الحق حيث بدأ ينشر مقالاته العلمية عن القراءات والدراسات القرآنية ابتداء من سنة1385هـ/1966 م . كما له مشاركات متميزة في الصحف والمجلات الوطنية والعربية .

رسائل دكتوراه السلك الثالث، وأطاريح دكتوراه الدولة التي أشرف عليها الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي 

1- منبهة الشيخ أبي عمرو الداني : الحسن بن أحمد وكاك . أول أطروحة دولة عن القراءات القرآنية بدار الحديث الحسنية ، تقع في مجلدين ، نوقشت 1408هـ/1988م.

2- قراءة الإمام نافع عند المغاربة من رواية أبي سعيد ورش : عبد الهادي حميتو .دكتوراه دولة. تقع في سبعة أجزاء، عملت وزارة الأوقاف المغربية على طبعها، كما وضعت منها خمسة أجزاء على موقعها الرسمي .

3- القصد النافع لبغية الناشئ والبارع لأبي عبدالله الخراز : نعيمة شابلي.

4- القول النافع على الدرر اللوامع لابن بري : لابن الطالب العلوي محمد ابن سي محمد الموريطاني.

5- شرح الدرر اللوامع للإمام المنتوري : فؤاد ريشة .

6- إيضاح الأسرار والبدائع على الدرر اللوامع لابن المجراد : وخيتي يوسف .

7- معين الصبيان على الدرر اللوامع للجزولي السملالي : خديجة آيت طالب .

8- تفصيل عقد الدرر للشيخ ابن الغازي : سعيد وديدي .

9- تحصيل المنافع ليحيى بن سعيد الكرامي : الحسن طالبون .

10- طرق رواة نافع : محمد اللويزي .

11- شرح طيبة النشر لابن الجزري للنويري: رشيدة ناصر- علو عزيزة.

12- رسائل وأجوبة ابن القاضي (دراسة وتحقيق) : محمد أبو الوافي .

13- فهرس محمد بن عبدالسلام الفاسي : محمد أمين زلو .

14- علم النصرة في قراءة إمام أهل البصرة لابن/ القاضي : عبدالعزيز كارتي .

15- كنز المعاني في شرح حرز الأماني للجعبري: أحمد اليزيدي .

16- الدرة الصقيلة في شرح العقلية للبيب : عبد العلي آيت زعبول .

17- ري الظمآن في عدد آي القرءان للمنتوري : عبد المجيد بوشبكة .

18- تنبيه العطشان على مورد الظمآن للشوشاوي : ميلود الضعيف .

19- الأقراط والشنوف بمعرفة الابتداء والوقـوف لابن عبد السلام الفاسي: طاهر الشفوع .

20- الفجر الساطع والضياء اللامع على الدرراللوامع لابن القاضي : أحمد البوشيخي .

21- المنهج المتدارك في شرح دالية ابن المبارك للمنجرة : العربي الخامر.

22- ابن جرير الطبري ومنهجه في توظيف القراءات القرءانية من خلال تفــسير جامع البيان : الشليخي رحمة .

23- القراءات والتقديم والتأخير في القرءان الكريم : باب ولد أبو مدين .

24- القـــراءات التي تضمنها المحتسب في ضوء فكرة الترخص : سعيد مصطفى عياش.

25- منهج الإمام الشاطبي في القراءات : غوردو محمد .

26- الوسيلة إلى كشف العقلية لعلم الدين السخاوي " دراسة وتحقيق " : الإدريسي الطاهري محمد .

27- ابن عطية الأندلسي قارئا : تمام نعيمة .

28- قراءات الصحابة رضي الله عنهم : لحدودي بنيونس .

29- المدرسة القرآنية بالمغرب والأندلس في القرن الثامن : عزوزي حسن .

30- إتقـان الصنعة في تجويد السبعة لأبي العباس بن شعيب : صدقي الحسن .

31- الزمخشري ومنهجه في توظيف القـراءات القرآنية: مرزوق عبدالرحيم .

32- كفاية التحصيل في شرح التفصيل لمسعـود محمد جموع : السايب عبدالرحمن .

33- فتح المنان شرح مورد الظمآن لابن عاشر : الهبطي الإدريسي عبدالسلام .

34- الجامع في شرح الدرر اللوامع لمسعود محمد جموع : خربوشة الطيبي .

35- تقييد وقف القرآن الكريم للشيخ محمد بن أبي جمعة الهبطي " دراسة وتحقيق ": الحسن وكاك .

36- اختلاف القراء وأثره في التفسير و استنباط الأحكام : عبد الهادي حميتو .

37- الإيضاح لما ينبهم عن الورى في قراءة عالم أم القرى تأليف أبي زيد عبد الرحمن ابن القاضي (ت 1082 هـ ) : محمد بن علي بالوالي .

38- قراء القرنين الرابع والخامس الهجري بالأندلس والمغرب الأقصى: العمريش الحسين .

 39- أعد عدد من طلبة وحدة مذاهب القراء في الغرب الإسلامي التي يرأسها شيخنا تحقيقا علميا لكتاب النشر في القراءات العشر لابن الجزري .

أنشطة أخرى للعلامة الراجحي:

شغل عضو بلجن تصحيح المصاحف الشريفة بعدد من الدول الإسلامية .

كما أشرف على إعداد مجموعة من المصاحف، كل واحد برواية مفردة من الروايات الأربعة عشر .

وقد تمت مراجعة وتصحيح بعض هذه المصاحف من قبل لجنة المصاحف بالأزهر الشريف وتم اعتمادها، وقد طبعت هذه المصاحف بالعد .

 

قال عنه تلميذه محمد زين العابدين رستم :

شيخنا علامة زمانه وجهبذ أوانه المشارك في فنون عديدة الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي رحمه الله وألحقه بالصالحين .. من أعلامِ أساتذة القراءات والدرس القرآني في المغرب الأقصى لهذا العهد ، ولقد كانت أول معرفتي به قديما- في مُقتبل العمر ويفاعة السنِّ- في برنامج على التِّلفاز لعله  كان في كلمات عربية أو شيئا شبيها بهذا- أُنسيتُ اسم البرنامج لطُول العَهد- ثم غدوتُ بعدُ أقرأ له مقالاته العلميَّة في مجلَّة دعوة الحق ومجلة المناهل ومجلة دار الحديث الحسنيَّة في إصْدارها الأوَّل المُميَّز، ولم يُقدَّر لي أنْ ألقاه إلا وأنا طالبٌ في مرحلة السنة التمهيدية في دبلوم الدراسات العليا في جامعة محمد الخامس بالرباط، إذْ كان الشيخ الدكتور حينئذٍ يُدرِّسنا القراءات السَّبع ضمن تخصُّص السُّنة وعلومها، ولقد كان أمتع الله به ماهرا في القراءات، حافظا لها، مُحيطا بما في متن الشاطبية، متضلعا في علم التوجيه، مع ما قدْ عُلم من تقدُّمه في علوم أخرى كاللسانيات والعربية والمعرفة ببعض اللغات الأخرى كالفرنسية والإسبانية وغيرهما، وألَّف الشيخُ الدُّكتور مؤلفاتٍ كثيرة، وحقَّق كتبا معروفة، وكان صاحبَ برامج إذاعية في القرآن ورسْمه وضبْطه معلومة، وأشرفَ على عشرات الرَّسائل العلميَّة في جهات مختلفةٍ من أُفقنا المغربي، كما أنَّه تخرَّج على يديْه طلبة ٌ كثيرون هم اليومَ ممن تصدَّر للتَّدريس في الجامعات المغربية المعروفة... وتميَّز الشيخُ الدُّكتور بحُسْن المظْهر وجمال الملْبس، وبظُهور شارَة الجلالة ونَقاء المخْبَر... وأعْقِلُ أنَّ الشيخَ الدُّكتور كانَ له درْسٌ حَسنيٌّ بينَ يدي الراحل الحسن الثاني، قد أبدى فيه الشيخُ اطِّلاعه الواسع على لغات أجنبية، كما أبدى حفظه الله تعالى تضلعه من القراءات، و من عجيبِ ما قد اتَّفقَ له في أثناء الدَّرس أنْ وُفِّق في تقليد بعضِ أصوات طلبةِ القرآن عندنا في المغرب عندما يقرؤون آياتِ العِقاب والعذاب، وآيات النَّعيم والرحمات إذْ يغيِّرون اللحْنَ في الحاليْن بين الاستبشار والاستنفار،  فأُعجبَ به الملكُ لذلك فكان ذلك سببَ تعيينه أستاذ  كرسي القراءات في مسجد الحسن الثاني بالدَّار البيضاء...

-       تلمذة وصحبة-

قال الدكتور محمد: ولقد تعرَّفتُ مِنْ سبعة عشر حِجَّةً قد خلتْ على الشَّيخ الدُّكتورِ عن قُرْب في مُناقشة رسالة الدكتوراه التي كان أحدَ أعضاء تقويمها، وكان الشيخُ قد أبدى إعجابَه بالرسالة  كما أنه قد أبدى تعقباته التي أفدت منها ..

منَّ الله عليَّ في مناقشة أطروحتي لنيل دكتوراه الدولة بحضور شيخنا العلامة المشارك في القراءات واللسانيات وغيرهما الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي رحمه الله وغفر ذنبه ...وكان الرجل لا يعرفني قبل ُ معرفة جيدة...وكان جلوسي بين يدي المناقشين أنزل في الدرجة قليلا...فما هو إلا أن انتهيت من تقريري عن الأطروحة حتى انبرى الشيخ العلامة نور الله قبره للإشادة بي وبعملي ثم دعا بعض من كان يحضرني من الأساتذة إلى رفع موضعي الذي كنت أجلس فيه إلى درجة لجنة المناقشة...فرُفعت إلى المنصة...وتواصلت المناقشة...ولعمر الله هكذا تكون معرفة الفضل لأهل الفضل...وهكذا يكون الإنصاف ...وهكذا يكون العدل...وسقى الله مضجع شيخنا وثقل موازينه وأدخله الجنة وزحزجه عن النار...

-       انتصار الأستاذ لتلميذه-

قال الدكتور محمد: ولقد أخبرني المشرفُ على الدُّكتوراه شيخُنا المُحدِّث الأستاذُ الدُّكتور زيْن العابدين بلافريج حفظه الله بعدُ أنَّ للشيخ الدكتور يدًا بيْضاء في أن تكون ميزتها باهرة بعد أن أسْكتَ مُفحِمًا عُضوا من أهل الفلسفة- بعيدا عن التَّخصُّص- قد فُرض في أعضاء مُناقشتها للتَّشويش على نتيجتها - عُومِلَ مَنْ صنع ذلك بما يستحقُّ-  ولقد لقيتُ بعد ذلك الشَّيخَ الدُّكتورَ في بعض المجالس الرسميَّة التي كنَّا نُدعى إليها...فكان يغمرني بحفاوة اللِّقاء ويخصُّني بالعناية والاهتمام...بارك الله في عُمر شيخنا الأستاذ الدكتور ورزقه الصحة والعافية، ولقَّاه نضرة وسرورا يوم لقاء ربه ومولاه..

كان الذي جرى في مناقشة أطروحتي لنيل دكتوراه الدولة قبل سبعة عشر سنة قد خلت أمرا غريبا وشكلا عجيبا...إذ تأمر فيلسوف على جهابذة الشريعة وخدامها وسادات علوم القراءات والحديث وغير ذلك من العلوم الشرعية...ومضى شيخنا العلامة الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي في مناقشته لي بأدب وترفق وتحنن وتريث...ورفعني إلى جنب أعضاء لجنة المناقشة في المنصة الرئيسية...وفخم من أمري وأثنى وعظم...وهكذا كانت مناقشة شيخنا الوقور الحيي الأستاذ الدكتور محمد خرشافي...وانتهى إلى التنويه بالكتاب المحقق والدراسة التي قدم بها...حتى إذا جاء دور المناقش الفيلسوف أسف إسفافا وألزمني في تعاطي ابن حزم صاحب الإعراب عن الحيرة والالتباس الموجودين في كلام أهل الرأي والقياس للمنطق بإلزامات لا تساق إلى محدث شرعي ...فأعرته العين العوراء والأذن الصماء...ورفعت الجلسة للمداولة...وعاد الجمع بعد حين فأعلنت النتيجة وتوجت دكتورا بميزة حسن جدا ...وأذهب الله البأس وكفى من اليأس...ومضى على المناقشة أربعة أعوام أو يزيد فلقيت شيخنا الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي في فاس لأمر أوجب الكون فيها...فما هو أن رآني حتى تهلل وجهه رحمه الله وقال لي أتدري ماذا جرى في خلوة لجنة مناقشة أطروحتك، قلت الله أعلم، وماذا جرى...قال: لقد زعم رئيس اللجنة انك إنما تستحق حسن، فصحت به يا فلان الزم حدودك واعرف منزلتك، فأنت غريب عن هذا الميدان، ومن يحكم على الأطروحة هم أهل هذا الشأن والتفت إلى الأستاذ الدكتور محمد خرشافي قائلا: ما ذا يستحق صاحب البحث فقال: حسن جدا ووافق على ذلك شيخنا أعني الراجي وعلى ذلك أجمعت اللجنة...وسكت الفيلسوف..." ودققت في الأمر بعد فألفيته على ما قال شيخنا التهامي بيد أنني عرفت أن ذاك  الفيلسوف قد ناقش أطروحته بإشراف شيخنا التهامي الراجي، وأن شيخنا يعد في عداد مشايخه...فكيف يتأمر عليه؟؟؟؟

 

 

 

 



 

 

التعليقات